تشكيلة الأهلي المتوقعة ضد الوحدة، موعد المباراة والقنوات الناقلة

فلورنتينو بيريز قلب ريال مدريد النابض

الشامخ القرش القيصر العملاق. كل هذه الألقاب أُطلقت على فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، وربما لا توفيه حقه؛ لأنه الشخص الوحيد الذي حمل الريال على عاتقه وأوصله إلى ما هو عليه الآن. 

فلورنتينو بيريز رودريغز رجل أعمال إسباني، ومهندس مدني، وسياسي سابق، والرئيس الحالي لنادي ريال مدريد، وكذلك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة مجموعة آ.ثي.إسه، وهي شركة هندسة مدنية كما أنه أول رئيس لدوري السوبر الأوروبي.

من يجرأ على مقارعة بيريز؟

منذ حقبة فلورنتينو الثانية بدأ العمل لصالح مدريد، ولم يعد أحد من الرؤساء يجرؤ على ترشيح نفسه في ظل ترشح بيريز للرئاسة.

مما دفع أعضاء النادي الذين كانوا يُنتخبون عن طريق الاقتراع يعلنون فوز بيريز بالتزكية.

شعبية بيريز تزداد يوماً بعد يوم، ويأتي بيريز بالمرتبة الثانية في رئاسة الريال بعد سانتياغو بيرنابيو الذي ترأس الريال لمدة 35 عاماً.

لا كبير عند بيريز، ولا أحد فوق مدريد

فلورنتينو الذراع التي لا تلوى أبداً مهما كان اللاعب نجماً أو حتى أسطورة.

كلنا يعلم كيف أن طريقة بيريز في تجديد العقود لا تنزل عند رغبة اللاعب، وفي حال طلب أي لاعب المغادرة لا يمانع.

عندما غادر كاسياس، وراؤول غونزاليس أحد أعمدة النادي لم يهتز له جفن.

ومن بعدهم نجم ريال مدريد الأول كريستيانو رونالدو، ونجم العاشرة سيرجيو راموس، وكاسيميرو جميعهم غادروا وبقي ريال مدريد. 

عقلية بيريز

إن تحقيق ثلاث رابطة أبطال متتالية، وخمسة في ثمانية مواسم خطير جداً على مستقبل النادي لو كان أي نادي آخر؛ لأن ذلك سيجعل الجمهور واللاعبين والإدارة والجميع  يدخلون في دوامة " نحن عمالقة كرة القدم " وكل شيء ينتمي لفريقنا هو الأفضل في التاريخ، ولا شيء بعده عندها ينتهي بهم المطاف بأسوأ طريقة ممكنة يصرفون أموالهم في صفقات ضخمة فاشلة لا تعود بالنفع على النادي وتغرقه بمزيد من الديون والعواقب وخيمة أكثر.

لقد استطاع الدون فلورنتينو أن يمتص هذه النرجسية السلبية من الجماهير لكي لا تفقد الجماهير شغفها، واستطاع استغلال العوائد المالية الضخمة من الإنجازات الكبيرة للريال آخر عشرة مواسم أحسن استغلال، ففي البداية جدد ملعب النادي كأولوية قصوى، وجعل منه أعجوبة أوروبية هندسية بأحدث ما يمكن من تكنلوجيا الفن المعماري، وخلال كل هذه المدة  حقق ريال مدريد أعظم الإنجازات بأقل صرف ممكن للأموال.

صحيح كانت هناك صفقات فاشلة، وهذا يحدث في كرة القدم صفقة إيدن هزراد مثلاً لم تكن بذلك العنفوان الذي انتظر منها نعلم ذلك، ولكن الدون لم يستعجل، وجلب النجوم وجلب أربعة أو خمسة أسماء ثقيلة دفعة واحدة لصنع زوبعة في سوق الانتقالات.  نعم تعرض لانتقادات كثيرة لكنه عرف كيف يعالج الأمر.

لقد جلب مدربا جهبذاً  حكيماً رزيناً لا ترعبه النتائج الثقيلة حين ينهزم بها فقد رأى منها الكثير، ولا تزيد غروره تتويجاته، فقد توج برابطة أبطال أوروبا مرات ومرات، والحديث هنا عن التقني الإيطالي الذي شاب شعره في خط التماس سينيور كارلو أنشيلوتي.

وفي الوقت الذي كان كارلو يدير هذه المرحلة الانتقالية الخطيرة بكفاءة واقتدار، ويتوج برابطة الأبطال، أو يصل إلى المربع الذهبي منها على الأقل بفرقة من المجانين  كان العم المحترم فلورنتينو يعمل بصمت. 

نعم فهم بيريز أن الفرق لا تبنى بلمح البصر، وأن النجم حين يأتي يجب أن يدخل في الفريق رويداً رويداً  ليأخذ مكانه في التشكيل ويتعود الأجواء، ثم يأتي بعده نجم جديد، وهكذا جاء فالفيردي، وفينيسيوس بصمت، ثم رودريغو، ثم تشواميني، وكامافينغا، وروديغار، ثم أتبعهم ببيلينغهام. 

لا الجماهير انتبهت لما كان يحدث، ولا وسائل الإعلام. لقد أشارت إدارة ريال مدريد لصفقة امبابي التفت الجميع لها ولم يروا ما كانت تقوم به بالفعل  تجلب مواهباً ونجوماً صاعدين، وتجعلهم يتعودون أجواء الفريق وينسجمون فيه رويداً رويداً، ويستفيدون من الخبرات السابقة في صورة القطار الألماني العتيق توني أو الكهل الكرواتي الشاب. 

لقد أثبت هذا الرجل أنه الوحيد الذي فعل ما عجز عنه كل رؤساء أندية العالم ومدرائها الرياضيين  أغلق حقبة وفتح أخرى بأعظم شكل ممكن !

لايمكن أن ننسى أنه في عصر الكورونا هو النادي الوحيد الذي خرج من الأزمة من دون ديون.

بيريز وامبابي

لا يهم إن كان امبابي سيذهب للريال أم لا، فالقرش انتصر.

خروج اللاعب الأكثر متابعةً في العالم الآن من باريس سان جيرمان يُعد هزيمة سياسية قاسية لناصر الخليفي وفرنسا، وحتى اليويفا التي ليس من مصلحتها نهائياً أن ينتقل اللاعب الأبرز عالميا لصفوف نادٍ هو زعيم فكرة السوبر ليغ، والطرف الثاني في الحرب الباردة التي تحدث داخل أروقة كرة القدم الأوروبية.

رغم الشد والتحالفات ومحاولة كبح " جموح " القرش الذي تحرك تحركه الأخير الذي يعرف ب " غلاكتيكوس الثالثة " التي هي آخر آمال الجماهير الحقيقيين في استمرار كرة القدم الكلاسيكية النقية الصافية الخالية من دعم الألوان، ونصرة القضايا المشبوهة، وازدواجية المعايير رغم كل مساعي الخليفي وماكرون بالمال والضغط والنفوذ الاقتصادي والسياسي  القرش ينتصر في النهاية، وامبابي يعلن الرحيل.

الآن سواء كان الفريق الذي سينتقل إليه برشلونة، أو مدريد، أو مانشيستر يونايتد، أو أي ناد آخر الحقيقة الوحيدة الراسخة هي أن باريس خسرت أهم وأقوى مدافعها؛ لأن خسارة امبابي تعني خسارة الواجهة الجماهيرية والإعلامية والضربة القاضية لمشروع الخليفي في باريس ذلك المشروع الذي أفسد كرة القدم الأوروبية، وقضى على جماليتها بالمال والبترول بقيادة

فلورنتينو بيريز.

إذن بالمختصر هذا الرجل لا يُهزم لقد اعتاد على النصر دائماً اعتاد أن يحقق مبتغاه مهما طال الزمن.

من وجهة نظر متواضعة ويلٌ لمدريد من بعد بيريز إن لم يقم بيريز بتجهيز شخص بعده لتولي رئاسة الميرنغي.